كيف يبتدئ الوليد حشد ذكريات التاريخ بسطور منقطة عند الانتهاء ! لا ينتهي التاريخ فهو ابتداء للحظة تأرجح الروح على الحبال المشدودة بين الأرض والسماء .. تمطر الأرضُ السماءَ ليس كمطر الشتاء .. ربيعٌ أعقب خريفاً قاحلاً لعقود طوال ..
تنقلْ بين أفئدة الشباب .. بين همس الحروف، بين صرخات الشجر، بين جذور الزيتون، بين الحدود الواهية، بين الشروق والغروب، بين مساء الكون وصباح الفضاء، بين النفس الأول والنَّفَس التالي .. اسألْــ بل تطرف بالسؤال .. من منكم لم يجد ولادته بهذا العام !!
لا اذكر حياةً قبل 2011 .. متسعة، متسقة، منسجمة بذاتها مع ذاتي، متقاربة، متماثلة، تحكيني وتحكي خربشات أحلام الماضي !!
لا أذكر أني لمستُ الإنسان في الأرض من قبل .. !
لا أذكر أني لمستُ الإنسان في الأرض من قبل .. !
روحه .. تمشي على الأرض !! لا أذكر .. أنه كان قبل ..
كان كخيط الصباح .. مازال الليل يحكم التفاف ضباب السواد على عنقه ، ويبصر خريف تساقط أوراقه قبل الفجر .. لكن برعماً قابلاً لنبض الحياة من جديد .. وخيوط صوفية تكفي لحياكة وشاحٍ لثائر الصباح المرتقب .. وكثير من ندى دمعة أمٍّ سبقت كلمة ثائر .. يارب احفظهم ابنائي وأرضي ..!!
ليلٌ مسكين نائم على ظلمته .. وشعلة تونسية كفتيل البارود تشتعل بكل زوايا أرواحنا حتى تهدمت عنها الروح بروج العاج الخشبية المهترئة !
لا أذكر أني أجدتُ قطف حلم من مائدة الليل الصامت كما الفِعل كان من أرواح الثوار بحصاد سنابل الحرية من أرض جردها ظالم ! أو من أطراف الشارع قرعَ على ضفافها الحاكم صوره منتشياً بزهو مسحة الباطل على جبينه !
تباً لك أيها الرئيس !! .. قالتها الشعوب .. بل سبقها الفعل ..
الشعب يريد !! وكلام الشعوب لا يُعاد ! .. وخسر من عاند وتحدى زلزلة صوت الطفل الوليد .. وشيخ المساء المترقب على نوافذ الحرية وعيناه لا تخطئ الأمل .. كان الشيخ يراه رغم الظلام .. عيناه عينا أيوب .. وحرية هي يوسف تلتف بموعدة قدومها خافقة الراية من حدود مصر .. بعد تونس ..
تلك أرجوحة الياسمين الصامتة .. ألهبت النيل وفجرته بركان الحق ! وأسقطت رأس النظام .. عيناها لا تخطئ .. تلك مصر .. ومازال طريق الحق أمامها لتشذيب الاطراف !
التونسية المُلهمة .. سيدة الحرية .. البوعزيزية تونس الخضراء .. لن أصفف رمال شاطئك الأغر !! أيُّ يدٍ كريمة تليق بك يا سيدة العام بامتياز !! لك الله .. كنت الدهشة والمفاجأة .. وصانعة خبز الحرية .. يا [ قِــبلة الحريــة ] .. شكراً لكِ بحجم خضراء القلوب !
مصراته .. الزنتان .. بن غازي .. طرابلس .. كم استعصيتِ على الثوار بصمتٍ حتى المفاجأة .. ولرأسه وصل الثوار !! ولا نتشرف بذكر اسمه العار !
كبَّرتم تكبيرات الاعياد حتى أصبحت جدران خيالكم ترددها .. ظلالكم في الفجر تلحنها نهراً من دماء تُسَبِّحُ ربَّ الاكوان .. هذه بضاعتنا يارب .. فتقبل .. ليبيا كصحرائها لا تعرف إلا النصر أو الموت شهداء !
اليمن .. سعادة الإيمان ! حكمة أرواح ثائرة مازلت لا أفهم معناها ! أنتم فوق مستوى إدراك البشر .. أنتم بهجة الاسلام في أرض السلام القادم ..
كل طفلٍ .. كل شيخٍ .. كل شاب ثائر .. عنوان يقين ثورة بالله .. ونصر الله !
سوريا .. أَيكفيكِ هنا صمتٌ يتأمل شطر الإيمان المترامي بين سمائك وأرضك ! تأمل الأرواح المكتظة بسماء الجنة ! تأمل أطفالك .. فتياتك .. فتيان الثورة .. ضحكة الشهيد الساخرة من عبث النظام .. ابتسامة قاسيون لمساء الحرية .. تصفيق القمح لدرعا فتمطر قمحاً أرجوانياً !! ياسمين عتَّق خيول حمص .. أوتار حناجر تقطعت أمامها المعازف الوترية !
ستعزفين لنا نصراً .. تضحك منه الايام !! والله ..
ستعزفين نصراً .. تحفظه المواليد قبل تكحلها بشمس السماء ..
ستعزفين نصراً .. ينسجُ أرجوحة الفتيات ! إنسان المعجزات .. قاماتُ للصلاوات .. تراتيل المآذن الطاهرات !
ستعزفين نصراً .. منسِّقاً نظم الزهور نهديه للقدس فتحاً .. أرى قائده حمصياً [ او كما تقولين ... حومصي ] ثائرٌ غَرَّ الرأسِ معقودٌ بين حاجبيه فتح القدس بأمر الله !
كم اتسع المساء ليحضن برد الشتاء الذي يلفكم .. لكنه احترقت حدوده من لهيب دمائكم !
كم ترتبت على أسطر السماء ألوان غدكم .. رسمُها كف يد الصباح من طفلكم وظفائر فتاياتكم !
كم رسمتم من أملٍ لا متناهي للقدس .. لرائحة النصر .. لصوت القمر يصفق لمساء الفجر .. يسبحُ معنا باسم الله بآيات النصر ...!
يا حنجرة الشام .. النصر هنا حيث القلب ! هل يكفي هَذْيُ المساء !! وبدء الولادة ليكون الإنسان ..!!
ترتيب أبجديات الحروف لنصوغ الانسان كانت فاشلة !! .. بهذا العام صاغ الانسان نفسه الروح كما الفطرة .. الإرادة كما الشُعلة .. النبض يبدء من همس القلب .. فحياة تسري على الارض .. لا اخيلة في مقابر الكون وثقوب الفكر!
يا عاماً تلخصت بك وجود حقيقتي .. ووجود بدء خطوتي ... لا تعتقد أن الدقائق هي ميزتك أو الأيام المطوية بين دفتي بدايتك ونهايتك ! مخطئٌ انت إن أردت حسبةً بجفاف روح المعنى !
إليك البيان الثوري :
في الاردن نص سطرٍ ليومين أقل من 48 ساعة .. كانت 30 ساعة .. هي الولادة .. فـ شكراً 24 آذار !
في تونس نص دهشة ياسمين .. تعلمني أن الدهشة تأتي من حيثُ لا تتوقع يا إنسان !
بوعزيزي :: حباك الله بجنة ياسمين و خبز مقدسي !
ليبيا .. صحراء أنتِ .. صلبة الملامح وكف يديك خارطة زمن لتاريخ ولادة .. !
يمنٌ .. اسكني افراحك بين حكم حكمتك .. !
سوريا .. صمتي بين هتاف الشهداء ينتظر انتصاب ألف الحرية فوق دمشق .. وقائدنا حمصي التكبير والتهليل .. أغرٌّ بالثورية !
ظلال الأسرى من جدران السجن إلى سحب السماء ترددت .. وكانت أحلام تميمية جددت الحلم !
لـِ القدس عاصمة الثورة .. لن نهدأ حتى ينطوي عندك المسير .. عروجاً للأندلس !
ظلال الأسرى من جدران السجن إلى سحب السماء ترددت .. وكانت أحلام تميمية جددت الحلم !
لـِ القدس عاصمة الثورة .. لن نهدأ حتى ينطوي عندك المسير .. عروجاً للأندلس !
لـِ من علمني معنى الإنسان .. وهتاف رمضان هذا العام .. بكل صوت تردد [ آمين ] هزت عرش الظالمين ..
ممتنة للمعز الكريم أن أحياني هنا من جديد !
وتبقى الخطى .. ظلال إنسان بمسير العام ~
وتبقى الخطى .. ظلال إنسان بمسير العام ~
كثير بهذه السطور لم أذكر خبايا أوقات .. كان احدهم معي وكثير معي .. اختصر الزمن بدعاء | شكراً لكم في قلبي عظيمة ~