أسوار وطن Aswar Watan

المهجة التي تعصفُ بها الرياح منذ زمن .. وتصارعُ هبوب الرياح ..
" للوطن " ..
أنا [ أسوارك ] .. ~~ فاطمئن .. ~~
مدونة | AyatEnssan

الثلاثاء، أبريل 10، 2012

طفلُ الذهول



تجلِّي التاريخ حراً بين المدن،، يهذي الليلُ سماءَ العِطرِ علَّها تُمطر ،،
يَتَّسِعُ الطريقُ ..يتَّسِع ..
لبعثرةِ الحرفِ بلا استئذانٍ على قوافي الحزن بلا كُتُب..


هنا السماء بدخانها تحتشد ،،
و هنا الأرضُ ..
بلا سماء أفقِ انتهاءٍ أنتَ بلا افتراق ،،
واحدةٌ هي بالمسار تلك الحروف !


- قُلتَ أنها مُبعثرة ؟!
- قُلتُ ،، قالَ الحرفُ بعثرتُهُ في قلبي ،، في رجائِيَ المَعكوفِ ركوع !


الحزنُ !! ريحُ الله المرسلة على القلوب ،،
ماءُ المضاءِ ،، في الصحراء ..
رسمُ دخانٍ من احتراق ماء ..
مطرُ التراب المختبِئ ..
عزف الشجن  ..
العازفُ يدُ الشجر بين السنابل الصُفر ..
يأتي ،، لا يغيب !!
صوتُ دبيب الماء في الوريد ،،
يَرْتَعش لهديرِ سُكونِه الضمير !
ولا ضمير !


هبَّت أراجيحُ الطفولة كما المساء ذكريات ..
فتياتُ الصباحِ الندي ضاحكات ،،
والطفلُ بلغة الأرض ضحكةُ المُعجزات ..
والطفلُ بلغةِ السَّماءِ طيرُ خُضرٍ سابحات ..
والطفلُ أنا !
يا [ أنايَ ] طفل شهيد ..


الطفلُ .. عيناهُ ..
يوم انتباهة العين الصغيرة على صراخ الأميرة ،، ابنة الحاكم الوالي على ما تبقى في بيتهِ من كوزِ ماءٍ ودماء وحصيرة ،،
يوم انتباهة العيون على امرأة محنية الظهر ،، تحملُ السهل على ظهرها ليَنبُت الطيرُ على أعشاش كتفها الضعيفة ،،
يوم انتباهة العيون للسماء الماطرة إكسير الجليد على الخيامِ المُشققة البعيدة ،،
يوم انتباهة العيون لاصفرار الليمون كمداً بيدِ سارِقها في حيفا ويافا القريبة ،،
يوم انتباهة العيون على احمرار السماء ناراً لبغداد ... بغداد !! تلك الفتاةُ العالِمة الجميلة ! طعمُ السَّماء حين يدقُ أهل الأرض طبول الجياع ، طبول الضياع !


يوم انتباهة لاخضرارِ حوران يهتفُ باسم الرضيع ،، شهيد ..


يومَ ما مات الطبيبُ عشقاً بصوت الرصاص ينزعُ صداهُ من الطريق ..
فهناك طفلٌ .. وطفلتان وبضعُ ألعابِ حربٍ ،، رجفَتْ من قيدها السباع ..
بَعثِّروا الرصاص من حولهم .. واتركوا الثلاثة والطريق ورصاصةٌ ضلَّتْ صدْرَ الرفيق ..
دعوهم يبعثرون الضحكات بين الزقاق ،، بين الجراح ،، بين السؤال الأسير ...
واتركوا لهم بقعةٍ من الطريق بلا دماءٍ ..
بلا صراخٍ بلا عويل ..
واسألوا الرصاص وجهةً يحوي أنين المعذبين .. لكن ..
ليرتحل ،، هنا طفلُ الطريقِ يرتحل
ويسابقُ صرير الكهوفِ الخاوياتِ من الضَّحك ..
من دروس الصفرِ والأرقامِ الهاربة ..


ذُهِلَت أرقامُنا .. ذُهلت !
...........
من اصفرارِ الموتِ على سطورها كل مساءٍ ..
من زنابقِ الارض تحرثُها بمناجِلِ اصطفافها على وسادة التاريخ ..
ذُهِلت أرقامُنا ،، دَمَعتْ لونَ السماءِ رحمةً
علَّنا منها ابتلالُ بحرِنا ،، موجٌ كثيف ..


...........
والطفلُ مازالَ في الطريق يمتهنُ الأمل !
والضحكُ على وجنتيهِ مبلل ..
ابتلالُ الورد ..
ابتلالُ الزمن ..
ابتلالٌ بالرصاصِ بالسؤالِ بدُخان الدِّماء !


والطفلُ يرسمُ قارباً على الرصيف ،،
يحملُ للفجرِ فيهِ الشَّهيد ..
وتَعودُ لأُرجوحةِ الذكريات ..
ذكرى المساء ..
حينما كنتُ طفلاً ..
والعالمُ كان .. و مازالَ بلا ضمير !


واهناً ! يومهُ  ..
يبعثرُ لوحة المساء الحزين ..
صوتُ الصباح .. 
ربما اليومَ يُذهلُ صمتَنا ..
صوتُ الضمير !
.......
صوتُ الضمير !