ظلٌ منسكبٌ كالنهرِ جروح
جرحٌ يرسمُ طفلاً ..
كالوردِ الأبيض !
كوترٍ بلا روح يهذي .. يجري
دكَّ جبل الصمتِ ..
بقبرٍ أغنيه سنبلةً كالقمح ..
والزمن ليل ..
بالنبضِ
عاد يترنح
كمذبوح الطير
قلبٌ نظرَ الكون ..
ردَّد ..
إني اعرِفني حدَّ التعب ..
بل أكثر
وأكثر ..
إذ حين تُرابـٍ ينسكِبُ حزناً
فوق الكتف ..
فوق الجُرح ..
فوق الرملِ ..
لا شيء في الكفِّ !
لا شيء إلا الجرح ..
ماء ..
كزمن نوازف ..
تُمطرنا أكثر !
ماذا تريد يا غارق المنام بين اللحن واللحن ؟! أَعجِزت عن طائرة ورق كالأطفال بمرج الأرض تسبِقُ خُطى الريح من نوافذ السماء !!
هي هنا !
تُريد أن تمشي .. تتحرك
تلك الأحلام نديَّة !
بجناحين !
أو جناح لتحلِّق ..
فراشة لا تحترق !
ألَّاـ ترَ في الأثرِ رجوعاً
فوق السحابِ حباً ..
تصنع أرجوحةً بين الغيمِ
للروح ترفع !
من ورق الشِعر ..
- ماءً للسطرِ
علَّ الشِّعر ينحني .. يأتي ..
بعض الشِّعر !
- مطراً !
يَسقي لحناً
نهراً في القلب يُغنِّي
يخبِّئ دمعَة
يَسقي سهلاً محروقاً
تَنبُتُ من وطنٍ
تُزهرُ جديلةَ طفلة
بكفِ أُم ..
شغفاً منسياً .. في القلب
- خبِّئني يا موج !
من ذاكرتي ..
من ذاكرة تنسجُ لوناً
من أحوالي
أني ما عُدتُ أتعثَّرُ إلا بالحزن !
- خبئني من قادمٍ لا يعرِفُني ..
لا أراهُ ... ليس لهُ لون !
في الرُبعِ الخالي من صحراء وطني ..
اسْكُبْ ذاكرتي
بين الرَّمل .. وكثيبِ الرَّمل ..
وأشْباهِ حياةٍ من زرعٍ ..
اسكُب ذاكرتي ..
بين صَفا السَّعيِ ومَرْواها ..
إذ سُقيى الروح زمزم بعدَ مسعاها ..
كَمْ قلبٌ أخضر فيها أزهر !
اسْكُبْ ذاكرتي جُرحاً ..
الرَّمل هناك يتبعثر ..
اسْكُب .. لا تخف ..
سنُقرِؤها لحناً .. لا يتغير !
أبيض ..
اسكُبها تلك الأماني ..
إني لأرى الجنة تُعشقُ بالذِكرى أكثر !
فيها الوطن .. فيها النبض ..
فيها حلمٌ .. فيها ألوان الدفتر
...
فيها قهوة لا تعترفُ بي ..
فيها جبين القدس ..
وشهيد كل الألوان فيهِ
ماءٌ يهمي بين العينين ..
روحٌ فيه تُزهر بالذكرى أكثر !
وأكثر ..
.. لا أكثر من أوجاعنا .. لكنها تخطئ من حيث أتت ..
نحن لا نتيحُ لها فرصة للهروب منا ..
نخلدُها .. لتبقى ..
لانها حياة البقاء !