حينها لم
أكن على موعدة مؤكدة لحقيقة حلم ،، نسجتها خيوط خيال بليل أرقٍ ،، لمعانه كسيفِ مضاءٍ
يتناغم مع أغنية قلم على سطرٍ تحت ضوء قمر ولا غير ضوء قمر !!
كنتُ أخاف
أن توقظ شخبطات سكون الليل أختي ،، فأرتمي بحلمي وعسكرة الحروف وراء باب الليل
وتحت ضوء القمر !
ما علمتُ
حينها أن بعضها اليوم بالكاد أصدقه حقيقة ..
كانوا رقعة
من الأحلام تُدثرني حين اشتداد حمى الحنين ..
رقعةُ
أحلامٍ تنشدُ من زيت أرضها فرح الانتصار ،، والعطرُ من الشام ياسمين !
خضبوا
أحلامي بكثيرِ حسرات المنفى .. وكنتُ أتساءل كيف هم .. أما لي بينهم من موطئ نفسٍ
يلامسُ هواءَها !
سجنُ هو
فضاء ما أحيا .. حين اشباع الشرايين بطعم المنفى ..
قيدٌ هو
المسير نحو شاطئٍ تدرك أن بحراً بعده جفَّفَهُ بيعُ ولاة الفنادق لتاجرٍ أشقر ،،
والزرقةُ في عينه تحكي خبراً منفياً عن ادراك !
جفَّ
البحر .. وسفينةٌ خشبها غدا من يومها حطبٌ
مشتعل يحتوي حوله طفلٌ يتسور البرد منه أقبية الأحلام الهاربة ،، ليخنقها بحبل
الحوقلة من بلادٍ مسمومة بداء " ليس بالإمكان أكثر مما كان " .. !
شراع
السفينة .. بات منشفة لدموع وبعض ماء
اغتسال الارهاق من غبار الشيخوخة !
كان حلم
الوطن على الباب يقف ،، لكنه باب بألف ألف قفل يتحكم بصرير فصالات تزحزحه عن قارعة
الستين من الزمن !
صَدِِأَ
الباب .. وصدِأَت الفصالات .. وشاخت الأحلام ..! هل أكون في أرضها يوماً !
يوماً يارب
.. هو ما أرتجي !
كبرت طفلة
تحكي وطنها بيومها أكثر من ذكر أهلها .. دفاترها وكتبها .. بات هو دفتر الشعور ،،
دفتر تخطه أناقةُ الليل الصامت !
رأت شهيداً
.. ربما هو أول من نبت بأثره في أرضها .. طفلة ما زلت حينها !
.. قلتُ من
حينها هذا أخي ... ولم أعرف عنه كثير !
مضت أيامها
.. كثُرَ الشهداء واصطفت الانتفاضة تُعري الطفولة من براءة الفهم وتجلبها للحجر ونهر
أغنية الوطن وبحر الجنة كانتفاضة رفضٍ
لقيدِ التراخي !!
نبت الشعور
نخلاً عجزت عن قطف ثمرته في حينها ،، حتى استطال العمر فأدركت تجذر صرخة صمت الزمن
ببحر الداخل .. واستفاقت على ذلك معاهدة !!
ثم كانت
محطات تصنعها .. تُذكيها .. تغلف منها قصة وطن بشيء على العهد يبقيها .. مسكينة هي
نفسي لحتف الاعتقال بزنزانة العجز كنت أجرها ،، ثم أودعها سجن التمني والتأسي ويا
ليت وكأني ولعل ولسوف !
تبيتُ
الكلماتُ على صاحبها شاهدة ،، تلعنها أو تبارك الروح فيها !
لا أعلم
أيها كنت !
نشأتُ على
هذا .. وكثير مما تلا .. وتلاوته هنا هو تثبيت لذاكرة عجاف الأرض منها لن يروي
حرية !
قف بسطرك
معي هنا .. ونقطة لا يسبقها فاصلة لكل ما مضى واكمل ...
أتت أحلام
..تميميةٌ أميرةٌ هي .. صفعتني ،، هزت نومتي ،، وأرقت تحجر الدمعة ،، لكَّأتِ
الحرف بمداد راحتي .. قلبت سطري الباكي الشدي للحن جديد يغني .. عزفته بالجيتار كما كان لـِ عزالدين المصري !
من جديد
تصنع وما تعلم !
كنا في
الجامعة نتسور كلام أملٍ على أسوار يأس وطموح .. أقدامُنا متثاقلة .. والنبض سبَّاق
.. قالت تلك ال [ أسماء ] .. هذه الأحلام منا وهي غير عنا ... كيف نصير متلها ..!
كان حلم !
اليوم أتى
الحلم ..
استكمال نصوص أسطر الربيع .. قيد جديد يتكسر .. !
أتت أحلام ،، تضم منا الأنفاس لنفسها .. وتقول : أنا عائدة إلى فلسطين ومعي قوافل من هنا !
لست وحدي إليك بعائدة !
لكنها ...
إرهاق الحنين لتلك الديار ،، باقٍ كـوقود صمت
اللغة والابتسامه !
ترى في
الوجوه المرهقة من وخز ضميرها ،، أنها تركت خلفها الأسارى يأسرون فرحتهم وألمهم
بصمت الجدران ،،، خرج الألف ،، أضف لهم سبعٌ وعشرون من أسود الأرض .. تركوا خلفهم
من يرسمون ظلال أحبة فارقوهم بعقارب الساعات على سواد صفحة الانتظار ،، يبرق نص
دعائهم ببياض اليقين ثقة بنصرهم من المولى .. فَقيدٌ هنا في اليد وحلم في السماء حر !
أسرى هناك
ابراهيم حامد ،، البرغوثي وسلامة ،، ما أكثرهم ما أكثرهم .. !! ما زالوا ينتظرون ..
خرجوا ..
والإنسان الهادر في سمائنا اليوم هناك ما زال على نوافذ السجن يحاكيهم في الليل ..
هم وحدهم من يدرك ما يعنيه الأسر !
هم من يعيش
الأسر وهم أحرار ،، إذ ما زال أخ هناك ،، وأب كاهل ابتسامة الأمل لم تنطفئ رغم سطوة
صوت المؤبدات !
شباب يدقُ بمسمار الأفكار نعشاً يميت فيه اليأس ويستصلح من رمل
الأرض رُقعة في الروح يزرعها نخلة تحمله للسماء ،، دمعة أو دمعتين بنص كتاب بظلمة
السجن بليل أو نهار لا يهم ! منفردٌ أو جماعي لا يهم ! المهم الأمل تلمسُ عروق يده
بجدران السجن !
رُقعةٌ في
الروح .. مضت من لحظها تغني أحلام ! عادت أحلام !
أحلام بوطن .. جنة هنا وهناك .. !
عادت لنا
الأحلام في يوم من أيام الله في الأرض ..
لا تنسوا هذا التاريخ وعلموه الابناء | 18/10/2011 ..
عادت و الـ
المفتاح بيدها يلمع ،، للأقصى للمسرى ومن قبل الأسرى ... بات الوعدُ كالنجم بفضاء
الحقيقة يلمع !
كانت كلها
أحلام بحلم .. اليوم :: الأحلام تلمسها وتشمها وتراها ,, تسمع نبضها وصمتها ..
تفهم بريق العين وإن غدت المسافات فراقة بين حلم ولمسة للوطن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق