"كسرتُ القلم .. وكسرني دمهم !
عتَّقتُ أنين غرفتي بياسمين من سور جيراني ..
ناديتُ بلبل الصباح .. أشجاني غيَّاث ..
حملتُ دلال على أكتافي .. فعانقتني ضحكة الطفولة ..
سجدتُ فوق سحب حمص .. فصافحني حمزة ..
ما أكثرهم بسماء المولى .. ما أروعهم ..
حشدتم الروح لكم مُجندة .. " ..~
فقال عجوز قلمي ... ::
السجن ! وإن كنت مُلقى بسهل الأرض وقمحها يتناثر منها إعصار موسيقى صمت الحقول .. هو قيدٌ تُردي رئتيك إلى أقبية تلمس أوردة جدران السجن ! .. أوردة استطالت وتخشبت واستدق امتددادها حتى امتنعت عنها مطر الغمام .. فلا فائدة من ارتوائها !
أنت ملقى بسهل السجن الأصفر الباهت .. زرقة عين السجان تسرق الأحلام من قاعة الانتظار .. فاستحالت الحياة إلى استقبال لمشانق الموت في قاعة الاستقبال ...
كل هذا في سهلِ سجنك الاصفر ! والعين الزرقاء ترقب منك الالتفات تطلب السماح ..!
أَ ذِلةٌ خلعتها على أبواب السجن كيف لها بعبور السماء لروحك ..! لا يدرك السجان أنك بالسماء ..
جسدٌ أنت هنا بالأرض .. سهل و السجن بمنفى الوطن .. وروح هناك .. في السماء اعتلت مذ أول شهيد ..!
تستميح الواحد منهم ليأخذك رهين محبة كانت في الأرض .. دمٌ يربط البعض ..
روح الوطن فيك وفي هذا شهيد ... !!
ربااه أعدادهم تزداد .. ما بالهم .. أفلا يتركون لي بينهم موطئ قدم .. وبعض أكسجين الروح من ارتشاف أحلامهم بحضرة الجمع من تنسيق سهل الأرض للماضي والحاضر ..!!
منهك الجسد .. يتلمس الحلم الأبيض .. ! تسأل مستنكراً محتاراً .. تتلوى الأحرف على سوداء صفحة الليل ،، تشق من بين عفن الأرض ابهامها ..
لِمَ يا وطن [ يا انت انا ] وزعت الكفن على حمزة وغياث ودلال وابراهيم وتوزع هنا وهناك ؟؟
.. كل يوم أنت في شأن .. ما بين ثلاثين وأربعين وعشرين .. تتصاعد وتتقاذف من إخوتي وجاري وتلك التي في السهل احترفت معنى الحصاد من بين جدائل السنابل .. وأمي و والدة المنسي في آخر الشارع .. تقاذفت قلب الرجل منا والشيخ والعجوز .. وكلٌّ حدَّدْتَ يوم عرس الزفاف ورداءه كفن !!
ياوطن أليس لي بينهم من قصة ..!! قطعة تدثر برودي المنسي من لحن الأرض .. وسطر الكتاب والتاريخ !!
كثيف ٌ هو المساء والضحى بلحن الأرض المتناغم مع صوت الدم ...!
رديءٌ هو صوتي بين لحن المآذن من حنجرة عبدالباسط .. ومؤمن هنا .. وفتاة ربما اسمها سعاد !
لوني بات مصفراً من صحراء سهل القمح المتراص بتسبيح اسم الأسد !
أخضر أبتغي .. قلب يحتويني .. وأنا المكلوم بكل روح اجترعت من مأساتي فيما بعد موت الضمير !..
أرسلْ علي ببعض الشفق من لون السماء والأرض .. ودعني أمر ذاك الخط الفاصل بين السماء والارض ..
اكتبني من هؤلاء .. اجمعني بهم .. شهيد الأمس .. شهيد اليوم .. شهيد الغد .. أنا بعض روح بك يا وطن ..
تلَمَّسْ دمعةً تحجَّرت ،، ليوم غمام تسقي روحك !
روحك فقط ..
يوم تنبتُ من تلك الأرض أغنيات الطفل والعروس ! أغنيات منجل الحصاد ..
تسبيحها طهر السماء وآذان الفجر .. وترنيمها من اعتلاء أجراس الكنائس ..
رغم صومعات طعام المعذبين .. القاحلة من شِعر الأغنياء .. امتلاءها عن حدها بتراتيل الفقراء ..
أعجاز النخل الخاوية على بوابات قصور الملعونين .. أرضاً .. سماءً .. تدفنُ على استحياء الأرضَ تحتها من نتن زعامتهم النكِدة ..
تُواري الثرى عن فُحشِ بلاغتهم ... وقاحتهم .. باسترقاق أرواح ممدة على الحدود .. بين الحدود .. داخل الحدود .. ومنفى الحدود !!
رغم صومعات نداء الألم .. ستنبت أعراس الياسمين .. نخلُ القمحِ منك سيعتلي شرفة المساء .. وقهوة العجائز وتراتيل الفتح ~
الطفل يصنع ألعاب المساء للفجر التالي ،، وتلك الخيوط من شمس فجر المساء تخيط قنديل المسير لبدر .. لن تتخبط قدماك اليوم يا هلال .. السماء ركن الليل للحالمين !
قلبٌ كالبدرٍ أبيض لم يلامسه ليل من قبل .. تنتظر طفلة الحرف .. صانعة الأمل .. توهان الحروف أمام الحقيقة لتحتوي :: شكراً فعلاً وقولاً .. وارتشاف الحلم من الحقيقة فلا ظمأ بعدها أبداً ..~ حلمٌ هو و حقيقةٌ غداً ..
رغماً .. عن هذا وذاك .. ســَ أحتوي رعشة الأرض عند اللقاء ! أدثر الروح بدموع الخيول البيضاء ..
رغماً عن هذا .. سأحيا ليحيى الوطن !
______________
" أحمد أبا زيد " من قمح درعا وحناجر حمص وتر للوطن ..
"أسامة غاوجي" على أعتاب الوطن يحتد بصمت ثورة السطر بحرف الإنسان ..
" أراكة "مثقلة بالدموع .. تدفعها للغد للفرح .. ترويها لعطش الأرض ..
" وفاء زيدان " تحملُ إدلب بصوت السطر وتحملها إدلب غمام خير ..
" إيلاف " .. دمع دمشق القادم .. بوابة دمشق والأموي صوتها ..
" زهراء " ترى الغد بحماسة اليوم .. بسمة تصافح الدم .. أننا مغلوبون ولنا النصر ..
" منى " بطعم الياسمين تغرد وسيف الحرف يسبق القلم ...
" عبيدة عامر وعامر السيد " .... توأمان للأرض والسماء حتماً ..
في القدس مثلكم .. ومثلي في الشام ..
كل فلسطين تبكي روحها بالشام ! بالشام هي الروح فقط..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق