صاغتها عيونهم والشيب يحتوي منها الرمش والحاجب .. وأمطرت جفاف الأرض لِقلب بكثير أمل أنيق من بسمات الأرض وملامح الزمن بين خطوط تجاعيد وجوههم ..
صاغوا النكبة بألمهم .. وباحتراف الدمع المزلزل المتحجر بالعين أبرقوا لي بابتسامة اليقين ..
يقين عظيم خالط قلوبهم حد الارتواء .. هم كذلك .. تلك العجوز سأسميها " ستي ".. ستي أم عدنان .. بيضاء كما السماء تحدثنا ..
وعيناها بعسل الأرض تكتحلان .. وبسمتها قمر رمضان مباركة طيبة كثيفة بمعانيها ...
من مخيم حطين قضاء الخليل أم عدنان .. ومعها رفيقتيها .. ام محمد وأم عوض .. ثلاث من الصبايا .. والشيب أتاهن غزواً .. لكنه اكتحال وانتظار عرس جديد بأرض البركة ..
تلك الروح التي أتت .. سألتها بعد وقوفي بين يدي حضرة التاريخ في عينيها ::: خالتو : ليه أجيتوا اليوم على المسيرة ؟ ..
قالولنا يا خالتي إنه اعتصام لفلسطين .. وهينا اجينا كرمال فلسطين !!
أواااه يا فلسطين كم تحملك من قلوب وترويك القصص والأمنيات .. وخفقات القلب لا تنبض إلا بتسبيح اسم المولى على طهر أرضك وقدسية وجهك المبارك .. !!
رأينا بين الدعاء والدعاء وجه فلسطين .. والله رأينا فلسطين غداً محررة ..
أنا من نابلس .. وأختي لبابة من طولكرم .. السنة الجاي حنصلي بالأقصى يا خالتي .. بدنا تشدي الهمة بالدعاء وتكوني معنا ..
يدها كادت أن تلامس السماء ! لامست قلبي كل سكنات صمتها واستماعها .. وحروف دعائها أغرتني لطعم البقاء .. أحيا وأرى من هُجِّرَ لأرضه عاد !
زدتُ لهنَّ جرعة الأمل .. خالتي : السنة الجاي بدنا نصلي بالأقصى، ثم لمكة والمدينة حجة والسلام على الحبيب المصطفى ، وبعدها نرجع للقدس ونصلي بالأقصى ..
هنا اليدُ منها لامست السماء !
يا قلب ترفق ليست مآقي الدمع متجهزة !! أقلعت عن البكاء .. ابتسامة تُسكتُ على أبوابها غدر العهود وبيع الأرض وتحقق الوعد .. والله إنا عائدون ..
لم ينتهي .. وازدتُّ طفولة بحضرة المسيح على أبواب كنائس القدس .. سمعت أجراسها وأنا أتجول بين عيون الجمع فاحصة لسعادتهم .. لصوتهم .. اتلمس براءة الطفل وصورة الأقصى بعينه ..
رأيت زقاق القدس هناك كثيرة .. أقواس البوائك في الأقصى تزينت من ندى الدعاء .. و بهجة الأطفال .. كل يريد القدس !!
لا اعتقد أن كثير علمٍ نحن نريد لجمع الجموع للقدس !! والله إنها لحاضرة .. بين العيون صدق .. يا صحب العِلْم المقدسي .. لامس صدقهم وتأهب ..
قالوا ..العجائز ستذهب وتدفن معهم أسطورة الأرض .. الأرض وألمها وحكاياها ..ستذهب معهم .. ستكتحل منها روايات النسيان .. لعلهم نسوا أن الزيتون جذره من سقي دموعهم فنأكل زيتونه فنسمع صدى دموع العجائز !
قالوا .. أبناءهم ستأخذهم ألحان الدنيا وتنسيهم الوطن .. سنجردهم من الإنسان بداخلهم !! سنلوثهم بأغنيات الصخب الضائع !! سنخلع عنهم تلبس الوطن بأنفاسهم !!
رانيا طفلة العشرة أعوام تبتسم لفلسطين كما ألحان الزمان تردد لحن العودة ..
حنان عامين .. وذهبية شعرها كأسورة الذهب لمحبوبة القلب غداً تُهدا .. وعينا البحر بزرقته من وجهها وضاء منير ..
هذه حنان ورانيا .. وجهان ليوم العودة بطفولة الإنتظار ..
عمر .. تباً لمن لا يفهم لغة الصغار ! رسمها بقلب .. وخطها بحجارة .. ليس بين يديه إلا الحجارة .. لغة فلسطين كانت وستبقى .. . وإن أبوا وإن غيروا ..
رسم قلبه وخطها .. وأتى ليقول إنا راجعين .. عمر ابن العشرة أعوام .. " يحب العلوم " ... :)
سلمان .... أحمد ... شهد ... ابناء المرحوم " معاذ " ورفقة الظل والضحك والمتعة والأمل المُباح .. لكم الله .. كيف أن الأم تصنع التاريخ قبل استكمال حبر القطرة وقبل استكمال نسيج الورق ليدوَّن ..
ثلاثة .. ومربية "سمية " سامية ... والروح هي من غزة .. والتميز كحالهم لا يمكن لأحدنا أن ندركه ..
أولاً : تشاؤم !! لا لم يكن كما عهدت حالي من ألم بعد كل مسير لفلسطين على تلك الحدود .. والله فرحة صنعتها حكايا " ستي أم عدنان : وعمر بقلبه الكبير .. ورانيا ذات الابتسامة السمراء كماء الأرض .. وحنان كذهب الشمس بأرض بلادي ..
ثانياً : تسبيح الروح على حدود الوطن .. ورباط أمل .. رباط جهاد .. ورباط عودة .. وإن كان لبرهة من أنفاسنا المعدودة ..
قبل النهائي .. : باستطاعتك رسم ملامح الأمل .. هو قليل الابتسامة شرط صدقها ،، وكثير صدق اليقين كفيل برسمها .. وكثير من بني البشر ينتظر صوت الأمل .. لا تبخل على الإنسان من حولك بالأمل .. وإيمان اليقين ..
قبل النهائي .. : باستطاعتك رسم ملامح الأمل .. هو قليل الابتسامة شرط صدقها ،، وكثير صدق اليقين كفيل برسمها .. وكثير من بني البشر ينتظر صوت الأمل .. لا تبخل على الإنسان من حولك بالأمل .. وإيمان اليقين ..
نهاية سطر التجربة : لا نبتئس إن غدت أجسادنا بمنأى عن تلك الديار .. والله لها عائدون ..هذه رواية عيون العجائز على حدود الوطن ..
هذه التدوينة التي ترددتُ معها ألف ألف مرة لنشرها .. وها هي على حماقتي تنتصر وتخرج !