أسوار وطن Aswar Watan

المهجة التي تعصفُ بها الرياح منذ زمن .. وتصارعُ هبوب الرياح ..
" للوطن " ..
أنا [ أسوارك ] .. ~~ فاطمئن .. ~~
مدونة | AyatEnssan

الأحد، نوفمبر 27، 2011

الأمل لا يوقفه حد !



صاغتها عيونهم والشيب يحتوي منها الرمش والحاجب  .. وأمطرت جفاف الأرض لِقلب بكثير أمل أنيق من بسمات الأرض وملامح الزمن بين خطوط تجاعيد وجوههم  ..
صاغوا النكبة بألمهم .. وباحتراف الدمع المزلزل المتحجر بالعين أبرقوا لي بابتسامة اليقين  ..


يقين عظيم خالط قلوبهم حد الارتواء .. هم كذلك  .. تلك العجوز سأسميها " ستي  ".. ستي أم عدنان  .. بيضاء كما السماء تحدثنا ..
وعيناها بعسل الأرض تكتحلان  .. وبسمتها قمر رمضان مباركة طيبة كثيفة بمعانيها ...


من مخيم حطين قضاء الخليل أم عدنان .. ومعها رفيقتيها .. ام محمد وأم عوض ..  ثلاث من الصبايا .. والشيب أتاهن غزواً .. لكنه اكتحال وانتظار عرس جديد بأرض البركة  ..
تلك الروح التي أتت .. سألتها بعد وقوفي بين يدي حضرة التاريخ في عينيها  ::: خالتو : ليه أجيتوا اليوم على المسيرة  ؟ ..
قالولنا يا خالتي إنه اعتصام لفلسطين .. وهينا اجينا كرمال فلسطين !!


أواااه يا فلسطين كم تحملك من قلوب وترويك القصص والأمنيات .. وخفقات القلب لا تنبض إلا بتسبيح اسم المولى على طهر أرضك وقدسية وجهك المبارك  .. !!
رأينا بين الدعاء والدعاء وجه فلسطين .. والله رأينا فلسطين غداً محررة  ..


أنا من نابلس .. وأختي لبابة من طولكرم  .. السنة الجاي حنصلي بالأقصى يا خالتي .. بدنا تشدي الهمة بالدعاء وتكوني معنا ..
يدها كادت أن تلامس السماء ! لامست قلبي كل سكنات صمتها واستماعها .. وحروف دعائها أغرتني لطعم البقاء .. أحيا وأرى من هُجِّرَ لأرضه عاد !


زدتُ لهنَّ جرعة الأمل .. خالتي : السنة الجاي بدنا نصلي بالأقصى، ثم لمكة والمدينة حجة والسلام على الحبيب المصطفى ، وبعدها نرجع للقدس ونصلي بالأقصى  ..


هنا اليدُ منها لامست السماء !


يا قلب ترفق ليست مآقي الدمع متجهزة !! أقلعت عن البكاء .. ابتسامة تُسكتُ على أبوابها غدر العهود وبيع الأرض وتحقق الوعد .. والله إنا عائدون  ..


لم ينتهي .. وازدتُّ طفولة بحضرة المسيح على أبواب كنائس القدس .. سمعت أجراسها وأنا أتجول بين عيون الجمع فاحصة لسعادتهم .. لصوتهم .. اتلمس براءة الطفل وصورة الأقصى بعينه  ..
رأيت زقاق القدس هناك كثيرة  .. أقواس البوائك في الأقصى تزينت من ندى الدعاء .. و بهجة الأطفال .. كل يريد القدس !!


لا اعتقد أن كثير علمٍ نحن نريد لجمع الجموع للقدس !! والله إنها لحاضرة  .. بين العيون صدق .. يا صحب العِلْم المقدسي .. لامس صدقهم وتأهب  .. 


قالوا ..العجائز ستذهب وتدفن معهم أسطورة الأرض .. الأرض وألمها وحكاياها ..ستذهب معهم .. ستكتحل منها روايات النسيان  .. لعلهم نسوا أن الزيتون جذره من سقي دموعهم فنأكل زيتونه فنسمع صدى دموع العجائز !
قالوا .. أبناءهم ستأخذهم ألحان الدنيا وتنسيهم الوطن .. سنجردهم من الإنسان بداخلهم !! سنلوثهم بأغنيات الصخب الضائع !! سنخلع عنهم تلبس الوطن بأنفاسهم  !!
رانيا طفلة العشرة أعوام تبتسم لفلسطين كما ألحان الزمان تردد لحن العودة  ..
حنان عامين ..  وذهبية شعرها كأسورة الذهب لمحبوبة القلب غداً تُهدا .. وعينا البحر بزرقته من وجهها وضاء منير  ..
هذه حنان ورانيا .. وجهان ليوم العودة بطفولة الإنتظار  ..
عمر .. تباً لمن لا يفهم لغة الصغار !  رسمها بقلب .. وخطها بحجارة .. ليس بين يديه إلا الحجارة .. لغة فلسطين كانت وستبقى .. . وإن أبوا وإن غيروا ..
رسم قلبه وخطها .. وأتى ليقول إنا راجعين  .. عمر ابن العشرة أعوام  .. " يحب العلوم  " ...  :)
سلمان .... أحمد ... شهد ... ابناء المرحوم " معاذ " ورفقة الظل والضحك والمتعة والأمل المُباح  ..  لكم الله .. كيف أن الأم تصنع التاريخ قبل استكمال حبر القطرة وقبل استكمال نسيج الورق ليدوَّن ..
ثلاثة .. ومربية "سمية " سامية  ...  والروح هي من غزة .. والتميز كحالهم لا يمكن لأحدنا أن ندركه  ..

خلاصة هذه المُرابطة  واستحداثها الكثير منه بقلبي ..
أولاً : تشاؤم !! لا لم يكن كما عهدت حالي من ألم بعد كل مسير لفلسطين على تلك الحدود .. والله فرحة صنعتها حكايا " ستي أم عدنان : وعمر بقلبه الكبير .. ورانيا ذات الابتسامة السمراء كماء الأرض .. وحنان كذهب الشمس بأرض بلادي  ..

ثانياً : تسبيح الروح على حدود الوطن  .. ورباط أمل .. رباط جهاد .. ورباط عودة  .. وإن كان لبرهة من أنفاسنا المعدودة  ..


قبل النهائي .. : باستطاعتك رسم ملامح الأمل .. هو قليل الابتسامة شرط صدقها ،، وكثير صدق اليقين كفيل برسمها .. وكثير من بني البشر ينتظر صوت الأمل ..  لا تبخل على الإنسان من حولك بالأمل .. وإيمان اليقين ..


نهاية سطر التجربة : لا نبتئس إن غدت أجسادنا بمنأى عن تلك الديار .. والله لها عائدون ..هذه رواية عيون العجائز على حدود الوطن ..

وكل ما في الأمر إرادة ونقطة.

هذه التدوينة التي ترددتُ معها ألف ألف مرة لنشرها .. وها هي على حماقتي تنتصر وتخرج !

الجمعة، نوفمبر 11، 2011

جذورٌ فوق الغمام ..



"كسرتُ القلم .. وكسرني دمهم ! 
عتَّقتُ أنين غرفتي بياسمين من سور جيراني ..
ناديتُ بلبل الصباح .. أشجاني غيَّاث ..
حملتُ دلال على أكتافي .. فعانقتني ضحكة الطفولة ..
سجدتُ فوق سحب حمص .. فصافحني حمزة ..
ما أكثرهم بسماء المولى .. ما أروعهم .. 
حشدتم الروح لكم مُجندة ..   "  ..~ 
فقال عجوز قلمي ... ::
السجن ! وإن كنت مُلقى بسهل الأرض وقمحها يتناثر  منها إعصار موسيقى صمت الحقول  .. هو قيدٌ تُردي رئتيك إلى أقبية تلمس أوردة جدران السجن ! .. أوردة استطالت وتخشبت واستدق امتددادها حتى امتنعت عنها مطر الغمام .. فلا فائدة من ارتوائها !
أنت ملقى بسهل السجن الأصفر الباهت .. زرقة عين السجان تسرق الأحلام من قاعة الانتظار .. فاستحالت الحياة إلى استقبال لمشانق الموت في قاعة الاستقبال ...


كل هذا في سهلِ سجنك الاصفر ! والعين الزرقاء ترقب منك الالتفات تطلب السماح ..!
أَ ذِلةٌ خلعتها على أبواب السجن كيف لها بعبور السماء لروحك ..! لا يدرك السجان أنك بالسماء ..
جسدٌ أنت هنا بالأرض .. سهل و السجن بمنفى الوطن ..  وروح هناك .. في السماء اعتلت مذ أول شهيد ..! 


تستميح الواحد منهم ليأخذك رهين محبة كانت في الأرض .. دمٌ يربط البعض ..
روح الوطن فيك وفي هذا شهيد ... !!

ربااه  أعدادهم تزداد .. ما بالهم .. أفلا يتركون لي بينهم موطئ قدم .. وبعض أكسجين الروح من ارتشاف أحلامهم بحضرة الجمع من تنسيق سهل الأرض للماضي والحاضر ..!!
منهك الجسد .. يتلمس الحلم الأبيض .. ! تسأل مستنكراً محتاراً .. تتلوى الأحرف على سوداء صفحة الليل ،، تشق من بين عفن الأرض ابهامها .. 


لِمَ يا وطن  [ يا انت انا ] وزعت الكفن على حمزة وغياث ودلال وابراهيم وتوزع هنا وهناك ؟؟
.. كل يوم أنت في شأن  .. ما بين ثلاثين وأربعين وعشرين .. تتصاعد وتتقاذف من إخوتي وجاري وتلك التي في السهل احترفت معنى الحصاد من بين جدائل السنابل .. وأمي و والدة المنسي في آخر الشارع .. تقاذفت قلب الرجل منا والشيخ والعجوز .. وكلٌّ حدَّدْتَ يوم عرس الزفاف ورداءه كفن !!



ياوطن أليس لي بينهم من قصة ..!! قطعة تدثر برودي المنسي من لحن الأرض .. وسطر الكتاب والتاريخ !!
كثيف ٌ هو المساء والضحى بلحن الأرض المتناغم مع صوت الدم ...! 
رديءٌ هو صوتي بين لحن المآذن من حنجرة عبدالباسط .. ومؤمن هنا .. وفتاة ربما اسمها سعاد !
لوني بات مصفراً من صحراء سهل القمح المتراص بتسبيح اسم الأسد !


أخضر أبتغي .. قلب يحتويني .. وأنا المكلوم بكل روح اجترعت من مأساتي فيما بعد موت الضمير !..
أرسلْ علي ببعض الشفق من لون السماء والأرض .. ودعني أمر ذاك الخط الفاصل بين السماء والارض ..
اكتبني من هؤلاء .. اجمعني بهم .. شهيد الأمس .. شهيد اليوم .. شهيد الغد .. أنا بعض روح بك يا وطن ..


تلَمَّسْ دمعةً تحجَّرت ،، ليوم غمام تسقي روحك !
روحك فقط .. 

يوم تنبتُ من تلك الأرض أغنيات الطفل والعروس ! أغنيات منجل الحصاد ..

تسبيحها طهر السماء وآذان الفجر .. وترنيمها من اعتلاء أجراس الكنائس .. 
رغم صومعات طعام المعذبين .. القاحلة من شِعر الأغنياء .. امتلاءها عن حدها بتراتيل الفقراء ..
أعجاز النخل الخاوية على بوابات قصور الملعونين .. أرضاً .. سماءً  .. تدفنُ على استحياء الأرضَ تحتها من نتن زعامتهم النكِدة ..
تُواري الثرى عن فُحشِ بلاغتهم ... وقاحتهم  ..  باسترقاق أرواح ممدة على الحدود .. بين الحدود .. داخل الحدود .. ومنفى الحدود !!
رغم صومعات نداء الألم .. ستنبت أعراس الياسمين .. نخلُ القمحِ منك سيعتلي شرفة المساء  .. وقهوة العجائز وتراتيل الفتح ~

الطفل يصنع ألعاب المساء للفجر التالي ،، وتلك الخيوط من شمس فجر المساء تخيط قنديل المسير لبدر .. لن تتخبط قدماك اليوم يا هلال .. السماء ركن الليل للحالمين !
قلبٌ كالبدرٍ أبيض لم يلامسه ليل من قبل  .. تنتظر طفلة الحرف .. صانعة الأمل .. توهان الحروف أمام الحقيقة لتحتوي :: شكراً فعلاً وقولاً .. وارتشاف الحلم من الحقيقة فلا ظمأ بعدها أبداً ..~ حلمٌ هو و حقيقةٌ غداً ..
رغماً .. عن هذا وذاك .. ســَ أحتوي رعشة الأرض عند اللقاء ! أدثر الروح بدموع الخيول البيضاء ..
رغماً عن هذا .. سأحيا ليحيى الوطن !

______________

" أحمد أبا زيد " من قمح درعا وحناجر حمص  وتر للوطن ..
"أسامة غاوجي" على أعتاب الوطن يحتد بصمت ثورة السطر بحرف الإنسان ..
" أراكة "مثقلة بالدموع .. تدفعها للغد للفرح .. ترويها لعطش الأرض ..
" وفاء زيدان " تحملُ إدلب بصوت السطر وتحملها إدلب غمام خير ..
" إيلاف " .. دمع دمشق القادم  .. بوابة دمشق والأموي صوتها ..
" زهراء " ترى الغد بحماسة اليوم  .. بسمة تصافح الدم .. أننا مغلوبون ولنا النصر  ..
" منى  " بطعم الياسمين تغرد وسيف الحرف يسبق القلم ...
" عبيدة عامر وعامر السيد "  .... توأمان للأرض والسماء حتماً  .. 

في القدس مثلكم .. ومثلي في الشام ..
 كل فلسطين تبكي روحها بالشام  !  بالشام هي الروح فقط..!