الليلُ ...
بات كدفتر اللغة الغامضة للحياة .. وحده يتقن لغة السؤال الكثيف ، وايقاع العقول بين السطور تتساءل !
وحدهُ يظهر النور بين عتمةٍ باهرةٍ احتلَّت سويعات النهار .. يختالُ بين إرهاق المادة والروح لتنتشي من هدأة الاصطناع البشري لصوفية الألوان الصاعدة ذات مساء .. ينتزع البقاء السرمدي بين وهن الصمت إلى ضجيج الأمل ،، لغة التأمل والاستماع !
أيدركُ ابجدياته ويرتبها كل مساء قبل هطوله مطراً على أدراجنا الباكية وهناً من ضحالة عمق الذات !
أيدركُ صنعتهُ التي يخدشُ بها أزيزاً بافتراق الإرادة عن واقعٍ بضربِ فراغ بين التفافاتِ أنفاسنا !
يتكاثرُ كل مساء ،،
مشدوهاً لمركز حقيقة ،، يأخذ منتصف العقل لمنتصف القلب ليُلحن السؤال ،، ثم تراهُ سامعاً ينتهي عزفه بمساء المساء على أعتاب صبح الفجر ، هو يعلمُ أنه اذا ما احتفظ بلونه الأبيض فإنه سيبقى متراكماً كتراب الوطن على جثث المقابر يضمُ متناثرها لأطرافه ليأخذها يمطِرُها على صدر السماء نهراً دموعاً كما ترتيل شيخ قابع تحتَ أعجازِ نخلتهِ يتناثر نور الانسان منه بين سواد الليل ضياء !
هو الليل قصة السرِ ، مدرسة الصمت ، لوحةُ السؤال الضخم !
هو الليلُ يستوي بسواده ليبقى الإنسان حاضراً لا ينام ! عيناهُ ترقبان لغة أصابع الزمن ، كُتبِ النفسِ الأخير ، قراطيسُ النبض بسحر ، يخطُّها كلها بين يديه ، وبلطف الخبير يُنتزعُ الشك من رأس القلب ،، يرسلُهُ حاضراً بين الملكوت يطَّوفُ باصطناع الخبير بين الوجود ~~
يرسلهُ .. وتُرسَلُ بين السطور حروف السؤال اجابات ،، وابتداءُ النفس الأخير من جديد !
فإذا أتيتَ اليلَ سائراً ، فعانق منهُ يد السؤال ، وانسج بهِ الآمال فجراً !
هو هكذا ..
سرائر الليل سؤاله كثيف !