حوار سياسي على طول التمام عائلي موسع ..
الشاب والفتاه .. رجال رجال .. عقول ونساء ...
أطفال [ يقين أنهم أرجح عقلاً من جميع من ذكرت ] ...
حال صاحبنا .. عينه تغافل شاشة الأخبار وتومئ لها أن موتي، تناسي الأرقام للحظة .. اغتسلي بدماء الشهداء تطهراً لاعلان خبر الانتصار !
يا لصفاقة الإعلام !
كانت فلسطين مادة شهية للإعلام .. للعناوين والنشرات ...
رغم أوجاعها .. كان صاحبنا يفرح لأخبارها المتهادية على موائد مكاتب المذيعين ..
قلبهُ اليوم تحوَّل .. تحول عن جهالة الواقع إلى تمني شهاب .. نيزك .. ديناصور فجائي يظهر ..
واحد منهم ينسف الكرة الأرضية بمن حملت !
هوِّن عليك يا قلب الضمير ... هذا الحال لابدَّ منه ... سنَّة الخير والشَّر والتدافع ..
سنَّة ازْكام الأنوف والصُّدور بأوجاع الدماء واغراقها كي لا يتنفس العليل إلا جنَّة !
صاحبنا لا يرمش أمام الشاشة الكبيرة ... تطورت التكنولوجيا جداً !
مُذ كانت شاشة التلفاز أبيض وأسود .. كان يتابع
برامج الكرتون ساعة كاملة أمام الشاشة لا يرمش له جفن !
متيَّمٌ بعبقرية القصص والعدالة والصراع بين الخير والشَّر !!
كبر صاحبنا ورافقت ساعة أفلام الكرتون ساعة اخبارية ... يتذكر قناة الشرق الأوسط ...
شاشته تضخمت .. أصبحت كرتون أطفال و انتفاضته .. و حجراً و مقلاعاً .. جيبات جيش الدفاع الاسرائيلي !! يذكرهم ..
وحرب الشماغ الفلسطيني الأسود والأبيض الذي بقي ثابتاً !
كان يميز الدم الأحمر من سواد الشاشة ..
يعلم أنه لون حدود حريته التي أشعلته ..
الفاتن من الحياة الذي أشعله للحياة ..
حريته من بعد استلاب .. احتلال ..!!
ثم وهو صاحبنا يحملق بشاشته المتلونة .. ألوانها فاتنة بصفاء ... لكنها تخلو من حياة !
الموت يشيخُ على بادئة موسيقى الاخبار الاعلانية التصويرية ...
والموت هو الموت ،، أرقام لا تخضع لكيمياء تفاعل القلب والعقل معها !!
... حقيقة ... هنا موتٌ ملَوَّن ... كثيرٌ منه أحمر بوضوح ،، وصوت أوضح !
الأطفال عين على الشاشة ... وصوت يلعب بين بلاستيكية الألعاب ... " اقتلوا السفاح ... اقتلوا بشار " ..
النساء بين ضجيج أحداث العائلة ... والحولقة ... واللعن عليه !!
الفتيات ... مازال الكون يتسعُ معهن لابتسامة ... وربما ضحكات ...
صاحبنا ... ساهم بنومة شريرة ،، عينٌ متهدِّلة على أسس قبرٍ علَّها ترى ما يراه شهيدٌ قابع هناك بفرح ..
يباغته أحدهم ... صوت ثقيل،، رجل أو من الشباب " المثقف " ..
يباغتون عالمه .. بسؤال : مارأيك ؟ ..
هم اعتادوا منه الحماسة للسياسة .. والرأي المنحاز .. منحاز لكل مظلوم .. منحاز لما يعتقدون انه مثالي ووهم الإِمكان !
لا يفهم تعاطي استراتيجيات المباغته لاثبات المفهومية والعبقرية الحوارية والثقافة القشرية ..
هو ما علمته عن صاحبنا ... أن قلبه يرفض القتل لانسان بظلم !!
حرَّم الله على نفسه الظلم ... حرمه على عباده ..
صاحبنا يرى بعين طفلٍ ... ويتنفس برئتي أسطر من سورة القصص ..
صاحبنا مُتعطش للحظة عدالة على هذه الأرض ..
شديد اللغة ... يقسو على أجيال الآباء والأجداد إن تطرفت بهم الحذلقات التحليلية ..
إن أكالوا اتهامات " جيل لا يعرف من الحقيقة شيئاً .. لساتكم يا ابني " أو بنتي" صغار ... انتوا الواجهة وغيركم برتب من وراكم " !!
من حديثِ عهدٍ .. اقلع عن سخرية الحوار المهترئ ..
وهم يجيدون الاستفزاز ... بلغتهم .. يحبون تداخلات منطقه بتقاطعاتهم المستنيرة .. !!
صاحبنا ... متبلِّد تجاههم ... ويحسن صياغة ابتسامة لخياله ..
المهم ينتظرون من معالي صمته التحدث ..
احدهم ينتظر سخونة حوار .. واخر يتوقعُ انفعال الاختلاف بالظهور مهما ضبط نفسه ..
واخر يتذمر مما سيكون من نتيجة ...
يعتدلُ قليلاً في مقعدِهِ .. عينان تقتربان لمركز السؤال ،،
تجيب عيناه شبه ميته بمئة استفهام .. أن موتوا بنكبتكم !!
مازلنا نجترُ أسئلتنا ...
يقطع أوتار اللحظة المستهجنة من صمته ... صوتُ ابن عشرة أعوادٍ من زمان العمر غرسها بوحل العالم ، بغير ارادة ...
يقفُ أمام حداثة المرئي الملوَّن ... يشاهد الطفل على يدي شاب تقدمهُ بعشرة أعوام أخر و 25 ألف شهيد بين أنفاسه ....
ثم يهتفُ يلعن روحك يا بشار !!! ما خلا صغار !
لعلهُ قال ما قالته العينان بصمت !! اختصار المُعقَّد ببسيط جواب ..
ما خلا صغار !
هذا أكثر ما تقوم به الجلسات في هذه الأيام .. ماذا نقول؟ كل العائلات ... نصفها ... ربعها ... قل ماشئت !! الأغلب تطغى على جلساتهم حضور الموت في سوريا ...
ومازال الكبار يحللون .. ويتقاطعون ..
ومازالت النساء تحولق !
ومازالن الفتيات يتسع لابتساماتهن الكون !
ومازالت المجزرة تصعدُ فوق سابقتها .. مازال التاريخُ هناك يُكتَب ..
مازالت درعا ... داعل ... الحولة ... داريا ... كرم الزيتون .. جورة الشياح ... تفتناز ... بابا عمرو ..
مازال هناك دم !!! عجيب والله .. مؤامرة من أين لهم بكل هذه السيول من دماء !
مازال بيد الشبيح سكين .. مشحوذ او غير مشحوذ... لا يُهم .. المهم ان السكين مازال فوق الرقاب !
مازال هناك رقاب مستعدَّة .. او قدرُها أن تكون مستعدَّة .. !
مازالت الحقيقة غائبة .. يقينية في قلوب الشهداء وحدهم .. ومن شابههم بانتظار ..
مازالت شاشاتنا .. عداد الأرقام .. السؤال ...
ومازال الطفلُ هو القادر على تشبيكِ حروف الحقيقة بحرية بلا خوف .. على ضرب الرصاصة الأخيرة ..
صاحبنا ...رحمه الله ! يرحمهُ الله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق